البابا يغادر لبنان ويحيي طرابلس والبقاع ويدعو لوقف القتال
البابا ليون الرابع عشر يلوح للحشود
ترأس قداساً في مرفأ بيروت شارك فيه 100 ألف لبناني وحض على بناء بلد موحد يتعايش فيه الجميع بالحوار
بيروت، عواصم – وكالات: في كلمته الأخيرة من مطار بيروت أمام المسؤولين، قبيل إقلاع طائرته الى روما، شكر بابا الفاتيكان البابا ليون الرابع عشر اللبنانيين على الأيام الثلاثة التي قضاها في ربوع بلدهم حيث استقبل بحفاوة بالغة وانتظر الآلاف في الشوارع مرور موكبه، ولو تحت مطر غزير، وقال البابا “أحيي جميع مناطق لبنان التي لم أتمكن من زيارتها: طرابلس والشمال، البقاع والجنوب الذي يعيش بصورة خاصة حالة من الصراع وعدم الاستقرار. أعانق الجميع وأرسل الى الجميع أمانيَّ بالسلام”، مضيفا “أطلق أيضا نداء من كلّ قلبي: لتتوقف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظنّ أحد بعد الآن أن القتال المسلح يجلب أية فائدة. فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني. لنختر جميعا السلام وليكن السلام طريقنا، لا هدفا فقط”، من دون أن يأتي على ذكر دولة الاحتلال الإسرائيلي.
واختتم بابا الفاتيكان أمس، زيارة للبنان استمرت ثلاثة أيام، منهيا بذلك أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه والتي ركز فيها على الدعوة للسلام في الشرق الأوسط وحذر من أن مستقبل البشرية في خطر بسبب الصراعات الدموية في العالم، وقاد البابا، وهو أول أميركي يصبح بابا للفاتيكان، صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وترأس قداسا للكاثوليك على الواجهة البحرية للمدينة شارك فيه نحو مئة ألف شخص قبل أن يغادر إلى روما مع الوفد المرافق له، وكان من المتوقع أن يلتقي ليو أيضا بأقارب بعض من قتلوا في الانفجار الذي أودى بحياة 218 شخصا ودمر بيروت، وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات بعد أن انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم في أحد المستودعات، وبعد مرور خمس سنوات، ما زالت هذه العائلات تطالب بالعدالة ولم تتم إدانة أي مسؤول في التحقيق القضائي الذي عرقل مرارا، مما أثار غضب اللبنانيين الذين رأوا في الانفجار أزمة جديدة بعد عقود من الفساد والجرائم المالية.
عشرات آلاف اللبنانيين خلال قداس بابا الفاتيكان في موقع انفجار مرفأ بيروت (أب)
وخلال الزيارة، حض البابا، الذي قال إن زيارته تشكل مهمة سلام، قادة لبنان على التمسك بجهود السلام بعد الحرب المدمرة التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل و”حزب الله” المدعوم من إيران، وفي ظل استمرار الضربات الإسرائيلية، حظيت خطابات البابا بمراقبة حثيثة خلال جولته التي شملت تركيا أيضا، إذ إن هذه المرة الأولى التي يلقي فيها عظات في الخارج ويتفاعل للمرة الأولى مع أفراد خارج إيطاليا الكاثوليكية بشكل أساسي.
وفي لقائه مع قادة عدد من الطوائف الدينية المتنوعة في لبنان ليل أول من أمس، حض البابا ليو على الاتحاد حتى تلتئم جراح البلاد بعد سنوات شهدت صراعات وشللا سياسيا وأزمة اقتصادية تسببت في موجات من الهجرة، ودعا الزعماء المسيحيين والمسلمين السنة والشيعة والدروز إلى إظهار أن الناس من مختلف الأطياف يمكنهم العيش معا وبناء بلد موحد بالاحترام والحوار، وجمع اللقاء “المسكوني والحواري” بين الأديان الذي عقد في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت والذي جمع بابا الفاتيكان ورؤساء الطوائف في لبنان كافة، نحو 300 مدعو وتضمن عرضا وثائقيا احتوى على شهادات حية عن العيش المشترك والحوار بين الأديان وتضمن تلاوة آيات من القرآن الكريم والانجيل المقدس، ومن ثم ألقيت تسع كلمات ألقاها الرؤساء الروحيون المسيحيون والمسلمون على السواء.
وقال البابا ليون الرابع عشر في كلمته “أحيانا تنظر الإنسانية إلى الشرق الأوسط بقلق وإحباط أمام صراعات معقدة ومتجذرة عبر الزمن، لكن مع ذلك يمكننا أن نجد معنى للرجاء والعزاء عندما نركز على ما يجمعنا أي على إنسانيتنا المشتركة وإيماننا بإله المحبة والرحمة”، مضيفا “يبقى شعب لبنان بدياناته المختلفة مذكرا بقوة بأن الخوف وانعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست لها الكلمة الأخيرة وأن الوحدة والشركة والمصالحة والسلام أمور ممكنة”، لافتا إلى أن المسيحيين والمسلمين وغيرهم يمكنهم أن يعيشوا معا ويبنوا وطنا يتحد بالاحترام والحوار، داعيا إياهم ليكونوا بناة سلام وأن يواجهوا عدم التسامح ويرفضوا الاقصاء وينيروا الطريق نحو العدل والوئام للجميع.
من جانبه، رحب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ببابا الفاتيكان الذي يزور لبنان “بلد التعايش والتعدد الطائفي المتنوع”، قائلا “نحن في لبنان نؤكد دائما ثوابتنا الوطنية في قممنا الروحية ونحترم الحريات الدينية وحقوق الإنسان كأساس للعيش المشترك في مجتمعاتنا المتنوعة والمتعددة ولا نتدخل في الخصوصيات”، مضيفا “بلدنا لبنان يحمي دستوره حق الطوائف في ممارسة شرائعها مصداقا لقوله تعالى “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا”، لافتا إلى أن الإسلام هو المسيرة الإيمانية بالله الواحد من آدم إلى نوح وإبراهيم إلى موسى وعيسى وانتهاء بمحمد عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، فيما أجرى بابا الفاتيكان لقاءات عديدة، من بينها لقاء مسائي مع الشبيبة حضره نحو 20 ألفا من شباب لبنان حيث قدم بعضهم شهادات مؤثرة.
اخبار الكويت ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الكويتية و الخليجية و العربية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.


