'بيت وبحر' زين احتفالية اليوبيل الفضي لمهرجان الكويت المسرحي

3/12/2025/ FUN // Opening of the Theatre Festival // SAMER

استحضر رواد الثقافة والأدب والشعر والفنون على مسرح الدراما في مركز الشيخ جابر الأحمد

مفرح حجاب

انطلقت فعاليات الدورة الـ 25 لمهرجان الكويت المسرحي والتي اطلق عليها اليوبيل الفضي “ربع قرن والمسرح لايطفئ نوره” على مسرح الدراما في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي برعاية وحضور وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن بداح المطيري، والأمين العام للمجلس الوطني الدكتور محمد الجسار والأمين المساعد مساعد الزامل وحشد من الفنانين وضيوف الكويت والمحبين للمسرح.

استهل حفل الافتتاح بعزف النشيد الوطني لدولة الكويت، بعدها كان الحضور على موعد مع عمل فني “بيت وبحر” حمل في مضمونه كل ملامح الفنون واستحضر رواد الثقافة والأدب والفن في إطار متناغم رسم لوحات من أعماق البحر حيث تصدح”النهمة” و”اليامال” وترتفع أصوات الغواصين وهم يروون حكايات الكفاح والرزق، إلى فضاءات البادية المجبولة بالشعر والفروسية وطبائع الكرم والنخوة، وانتقل بالجمهور إلى فضاءات تمزج بين الذاكرة والهوية، وبين الحنين والابتكار، بل انه حلّق على بساط المحبة والسلام، متخذاً من الموسيقى والاستعراض والدراما جسراً يعبر فيه المشاهد نحو ربوع الوطن العربي، متنقلاً بين إيقاعات السامري والفريسني، ومستحضراً ترددات الصحراء ونبضات المرسى، ومتوقفاً عند محطات الشعر والعلم والأدب.

وجمعت اللوحات بين أصالة الموروث ورحابة الحداثة، وبين الروح الشعبية الكويتية وروح الانفتاح على الثقافات العربية الأخرى.

هذا الأوبريت الذي كان برؤية فنية للأمين العام لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، برزت فيه لوحات الغوص، وساحات الاحتفالات الشعبية، ومجالس الشعر، ومشاهد الحياة اليومية التي شكلت ملامح الهوية الكويتيةعبر عقود.

وتميّز العرض أيضاً باستحضار افتراضي لشخصيات ثقافية كويتية وعربية تركت بصمات واضحة في وجدان المجتمع، من بينهم الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، والشاعر أحمد مشاري العدواني، والشاعر عبدالعزيز البابطين، ورائد المسرح الكويتي حمد الرجيب. كما استذكر نخبة من المبدعين العرب الذين احتضنتهم الكويت في مراحل مختلفة، مثل الفنان الكاريكاتوري ناجي العلي، والشاعر بدر شاكر السياب، والمسرحي زكي طليمات، لتجتمع هذه الرموز على خشبة المسرح من خلال مشاهد تمثيلية أدتها مجموعة من المواهب الكويتية، فيما جاءت بعض الإطلالات بتقنية “الهولوغرام” لتضيف بعداً بصرياً متطوراً يعكس التحولات التي يعيشها المشهد الفني.

ولم يكن الأوبريت مجرد احتفاء بالماضي، بل كان أيضاً مناسبة للاحتفال باليوبيل الفضي للمجلس الوطني، إذ قدّم مزيجاً متكاملاً من الموسيقى التراثية والعروض الراقصة والخطاب الأدبي والصورة المسرحية، في تجربة جمعت بين جماليات العرض الحي ومتعة المشهد التفاعلي، لتُحيل الجمهور إلى رحلة وجدانية تستحضر الذاكرة وتُثري الوجدان، كما استحضر ايضا رواد الغناء العربي الذين غنوا للكويت بطريقة جديدة ومبتكرة منهم الفنانة ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفيروز.

وكان مسك الختام أغنية “نحن باقون هنا”، التي عبّرت بكلماتها ولحنها عن معنى الصمود والمحبة والانتماء، لتختتم هذا العرض الاستثنائي برسالة تقول إن الفن قادر دائماً على أن يكون مرآة للهوية، ولغة للحياة، وجسراً بين الماضي والمستقبل.

مرآة للمجتمع

وكان وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري القى كلمة أكد من خلالها على أن المسرح الكويتي منذ بداياته الأولى رافد للوعي الوطني ومرآة صادقة للمجتمع وأسهم من خلالها الرواد في تأسيس حركة مسرحية راسخة، صنعت ذاكرة فنية مميزة وضعت الكويت في طليعة الحراك المسرحي العربي وتتواصل اليوم هذه المسيرة بأجيال من المبدعين الذين يحفظون شعلة الفن بروح متجددة وشغف لا ينطفئ، مشيرا الى أن المهرجان يأتي متزامنا مع اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 وهي مناسبة تعكس مكانة الكويت الثقافية وتترجم رؤيتها في جعل الثقافة ركنا لتعزيز الهوية والانفتاح على التجارب الإبداعية العربية. واضاف أنه من ستراتيجية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الهادفة دعم الحركة المسرحية، وتوسيع فضاءات الإنتاج الثقافي حيث يواصل المجلس ايضا في توفير بيئة حاضنة للمبدعين ودعم المبادرات التي تعزز حضور الفن الكويتي عربيا ودوليا ليبقى المسرح عنصراً أساسيا في المشهد الثقافي للدولة، لافتا إلى أن تكريم الفنان القدير محمد المنصور كشخصية المهرجان في هذه الدورة جاء تقديرا لمسيرة فنية راسخة وكذلك تكريم غانم السليطي من دولة قطر الشقيقة، هو تقدير لدوره الكبير في المسرح والدراما الخليجية والعربية، وما قدمه من أعمال مميزة تركت أثرا بارزا لدى الجمهور.

تاريخ مشرق

من جهة اخرى القى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد محمد الزامل كلمة قال فيها خمسة وعشرون دورة… تاريخ مشرق للكويت، في إثرائها للحركة المسرحية والإبداعية، فكرة انطلقت من رواد الفرق المسرحية الأهلية الأربع بدعم واحتضان من المسؤولين في حقل الثقافة والإعلام فانطلقت الدورة الأولى عام 1989م، والدورة الثانية عام 1990م، بعروض جسّدت خبرة سنين النهضة المسرحية التي وقفت على ظهر روادها الأوائل، ومزجت بين روحها مع جيل جديد لاستكمال حداثة الفن المسرحي بأسلوب أكثر حرفية وتقنية.

وأضاف: بعد تحرير الكويت عام 1991م توقّف المهرجان وأعاد حضوره في الدورة الثالثة عام 1999م، فكانت لي الحظوة بالمشاركة فيه كاتباً مسرحياً مع زملائي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحققنا جميعاً جوائز عدة، كنا في بداية الانطلاقة استلهمنا فيها كل جهد وتعب قدمه روادنا وأساتذتنا الكبار الذين ساندونا بخبراتهم والتي ساهمت في نقلة نوعية لهذا المهرجان وأعطت صبغة شبابية خالصة في غالب النسخ التي تلت الدورات المتعاقبة والحافلة بالتنوع والإبداع لعناصر العرض المسرحي والنقدي.

وشدد الزامل على أن هذا المهرجان كان ولا يزال هو أيقونة المهرجانات في المنطقة وساهم في اكتشاف وظهور أسماءأصبحت اليوم لامعة في مهرجانات عدة، من كتاب ومخرجين وممثلين فصاروا نجوم اليوم، وقدموا لنا نقاداً وباحثين وصحافيين أصبحوا جزءاً مهماً من مهرجان الكويت المسرحي، وعنواناً دائماً لمشاركتهم في انجاحه لنحتفل اليوم باليوبيل الفضي على مرور25 نسخة من التميز والاستدامة.

وخاطب المسرحيين قائلا إن دوركم كبير جداً في الحفاظ على تقاليد عالم المسرح بكل ما يحمله من رسائل مهمة لقيم المجتمع وخلق صورة إبداعية احترافية تعطي معاني للجمال أكثر إشراقاً وبهجة، لحس الجمهور واستمتاعه، ولا يكون هذا الهدف حاضراً،إلا بأن نكون على قدر من المسؤولية المجتمعية وصفاء الروح بالإيثار من أجل الهدف الأسمى، وهو التمسك بتاريخنا العربي العريق في احترام الكلمة، فالمبدع لابد وأن يكون فخماً في أخلاقيات العلاقات الإنسانية وثرياً بكنوز الثقافة الأدبية… شكراً وطني الكويت”.

تكريم المنصور والسليطي

بعدها عرض فيلم عن شخصية المهرجان الفنان القدير محمدالمنصور، كما عرض فيلم عن ضيف المهرجان الفنان القدير غانمالسليطي، وتم تكريم كل من الفنان محمد المنصور وغانم السليطي من قبل الوزير عبدالرحمن المطيري والدكتور محمد الجسار ومساعد الزامل.

حيث قال محمد المنصور بعد تكريمه هذه الكويت التي تهتم بالمسرح والفنون والثقافة وتنشر النور والسلام في كل مكان، هذه الكويت التي تهتم بأبنائها وتدعم خطواتهم لتستمر في ريادتها بدعم القيادة السياسية، بينما شدد الفنان غانم السليطي في كلمته بعد تكريمه على ارتباطه بالكويت منذ الصغر بعد وفاة والده الى ان اختار ان يدرس فيها، وقال ان الفن الكويتي هو المعلم والمدرسة التي نهلنا منها جميعا.

لجنة التحكيم

وفي ختام حفل الافتتاح أعلن مدير مهرجان الكويت المسرحي الـ25 الدكتور شايع الشايع أعضاء لجنة التحكيم. المكونة من د. علي حيدر رئيسا – الكويت، وعضوية د.هشام زين الدين – لبنان، د. منتهى طارق – العراق،د. عمر نقرش – الأردن، د. سعيد السيابي – عُمان،مازن غرباوي- مصر ومروة قرعوني – لبنان.