تقدُّم 'هادئ' في الاتصالات الروسية – الأميركية بشأن سلام أوكرانيا

موسكو: تلقينا 4 وثائق للتسوية من واشنطن

موسكو، عواصم – وكالات: أكدت الرئاسة الروسية أمس، أن الاتصالات الجارية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية تشهد تقدما “هادئا” في إطار قنوات الخبراء، مشددة على أن السرية تظل عاملا أساسيا لضمان إنتاجية المحادثات، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن موسكو تثمن الإرادة السياسية لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدفع جهود التسوية السلمية، مضيفا أن روسيا مستعدة لعقد لقاءات مع الإدارة الأميركية كلما دعت الضرورة من أجل دفع العملية التفاوضية، متابعا أن الادعاءات بشأن رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة السلام الأميركية “غير صحيحة”، لافتا إلى أن بعض البنود التي طرحت خلال محادثات بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تم قبولها فيما اعتبرت بنود أخرى “غير مقبولة” من الجانب الروسي.

وأشار المتحدث إلى أن النتائج التي ستخرج بها المحادثات على مستوى الخبراء من المتوقع أن تشكل أساسا لاتصالات رفيعة المستوى لاحقا بين الجانبين، معربا عن أمل موسكو بأن تلتزم واشنطن بمبدأ الصمت خلال سير المحادثات باعتباره شرطا لنجاح العملية، قائلا إن الدول الأوروبية لا تشارك في عملية السلام حاليا لأنها “مهووسة بفكرة إلحاق هزيمة ستراتيجية بروسيا”، معتبرا توجهها للابتعاد عن الغاز الروسي سيدفعها إلى مصادر بديلة “أعلى تكلفة بكثير”، محذرا من أن انتقال أوروبا إلى مصادر طاقة باهظة الثمن سيسرع من فقدان قدراتها الريادية في الاقتصاد، مؤكدا أن موسكو تتابع هذا المسار “بعين القلق”.

من جانبه، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن موسكو تلقت بعد النسخة الأولى من خطة السلام الأميركية بشأن أوكرانيا، أربع وثائق أخرى نوقشت خلال الاجتماع في الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال اوشاكوف “إذا كان السؤال يتعلق بالنقاط، فهناك وثيقة تحتوي على 27 نقطة وقد تم تسليم خطة السلام هذه إلى موسكو، لكن لم تكن هناك مناقشات بشأنها”، مضيفاً “ثم تلقينا وثائق أخرى وهي أربع وثائق نوقشت أيضاً.. في اجتماع رئيسنا مع ويتكوف وجاريد كوشنر”، مردفا “لا يمكنني الكشف عن جوهر هذه الوثائق، وجميعها تتعلق بتسوية سلمية طويلة الأمد للأزمة في أوكرانيا”، موضحا أنه تم بحث جوهر المقترحات الأميركية بشأن خطة السلام.

بدورها، دعت الحكومة الألمانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدخول فورا في محادثات من أجل إنهاء ما تصفه بـ”العدوان” الروسي على أوكرانيا، وقال وزير الخارجية الاتحادي يوهان فاديفول في مؤتمر صحفي ببرلين إن الرئيس الروسي يبحث دائما عن أعذار جديدة ويبدي عدم رغبته في التفاوض، معربا عن شكوكه في استعداد بوتين للحديث بالجدية اللازمة عن السلام، قائلا إنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، مؤكدا وجود “توافق كبير” بين الرؤيتين الأوروبية والأميركية من أجل توقيع اتفاق لإيقاف إطلاق النار وإحلال السلام في أوكرانيا، مؤكدا ضرورة ألا يأتي أي اتفاق بين موسكو وكييف على حساب أوكرانيا أو الأوروبيين، قائلا إن “أي اتفاق يجب أن يكون عبارة عن تسوية مقبولة بالنسبة لأمن أوكرانيا وأوروبا”، مشيدا بالجهود الأميركية الرامية إلى إيقاف الحرب، بما في ذلك محادثات ويتكوف مع الرئيس الروسي، مجددا التزام الأوروبيين بمواصلة تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، مضيفا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يقفان إلى جانب أوكرانيا.

في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرد الروسي الأشد صرامة على ما وصفه بـ”القرصنة الأوكرانية” في البحر الأسود قد يصل إلى عزل كييف عن البحر، مشيرا إلى أن موسكو تنفذ عملياتها العسكرية في أوكرانيا “بطريقة جراحية دقيقة” وأن هذه العمليات “لا ترقى إلى مستوى الحرب بمفهومها التقليدي”، قائلا إن القوات الروسية أحكمت سيطرتها بالكامل على كراسنوارميسك، لافتا إلى استعداد موسكو لاصطحاب الصحفيين الأجانب بمن فيهم الغربيون إلى المدينة ومحيطها بهدف الاطلاع على الوضع الميداني والتحقق من واقع السيطرة، موضحا أن العمليات مستمرة في بلدة كوبيانسك-أوزلوفايا مرجحا استعادتها خلال الأيام المقبلة، مبينا أن القوات الروسية تسيطر حاليا على الضفتين اليمنى واليسرى لنهر كوبيانسك وتعمل على القضاء على 15 كتيبة أوكرانية كانت محاصرة على الضفة اليسرى من المدينة، مشيرا إلى أن بلاده لا تعتزم الدخول في مواجهة مع أوروبا إلا أنه أكد استعداد روسيا “لأي سيناريو”، معتبرا أن المواقف الأوروبية “تعرقل جهود السلام”، مشددا على أن التعديلات التي تقترحها أوروبا على خطط التسوية في أوكرانيا لا تستهدف إحراز تقدم سياسي بل – بحسب وصفه – إعاقة التسوية السلمية.