تراشق إسرائيلي – مصري بشأن معبر رفح وشبح التهجير يطل مجدداً

مسلحون من “الجهاد” و”حماس” يشرفون على عمليات حفر بحثاً عن رفات رهينة إسرائيلي تم العثور عليها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (أب)

تل أبيب: المعبر مفتوح لراغبي المغادرة “فقط”… والقاهرة تتمسك: “ذهاباً وإياباً”… و”حماس”: الاحتلال يُصعِّد

غزة، عواصم – وكالات: وسط مخاوف من تجدد الحديث عن التهجير بعد إعلان إسرائيلي مشبوه عن فتح معبر رفح البري من الجانب الإسرائيلي أمام الراغبين في مغادرة قطاع غزة، أكد مصدر مصري أن مصر ستسمح لأهالي غزة الموجودين في مصر بالعودة للقطاع مرة أخرى، مشدداً بالقول “سنستقبل فقط الجرحى والمصابين والحالات الإنسانية من غزة”، مشيرا إلى أن فتح معبر رفح سيكون وفقاً للقواعد ومن الاتجاهين، مؤكداً أنه لن يكون هناك تهجير من غزة إلى مصر، قائلا “سنطلب إدخال منازل متحركة وخيام إلى غزة”، مشددا على أن مصر تتمسك بعدم تهجير سكان غزة، قائلا “سنبلغ أميركا والوسطاء برفض التصريحات الإسرائيلية”.

من جانبه، نفى مصدر مصري مسؤول ما روجت له بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة لخروج سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق لفتح المعبر، فإن العبور سيكون في الاتجاهين، للدخول والخروج من القطاع، تماشياً مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما قال مسؤول إسرائيلي إنه “إذا كانت مصر لا تريد استيعاب سكان غزة فهذه مشكلتها”، مشدداً بالقول “سنفتح معبر رفح أمام سكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع”، في حين أعلنت وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية “كوغات” أن معبر رفح سيفتح في الأيام المقبلة للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري في القطاع، قائلة في بيان على منصة “إكس” إنه وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار وبتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح في الأيام المقبلة بشكل حصري لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر، مشيرة إلى أن ذلك سيتم بالتنسيق مع القاهرة وبعثة الاتحاد الأوروبي التي تسهم في الإشراف على المعبر.

وبينما أعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلي أنها ستفتح معبر رفح أمام سكان قطاع غزة للسماح لهم بالمغادرة إلى مصر، زاعمة أن المعبر سيتم فتحه وفق الآلية التي عمل بموجبها مطلع العام الحالي أمام سكان القطاع بعد الحصول على موافقة أمنية وبالتنسيق مع مصر وإشراف الاتحاد الأوروبي، جددت حركة “فتح” رفضها القاطع لفتح معبر رفح في اتجاه واحد، مؤكدة أن قرار مجلس الأمن يؤكد على فتح معبر رفح من الاتجاهين ويجب الالتزام بذلك، محملة دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أية إجراءات تكرس سياسة التهجير، مشددة بالقول “التهجير القسري من غزة مرفوض وطنياً ودولياً”، معتبرة تصريحات دولة الاحتلال بشأن معبر رفح تعكس التنصل من تنفيذ التزاماتها، مشددة بالقول “نجدد رفضنا القاطع لفتح معبر رفح في اتجاه واحد”.

في غضون ذلك، اتهمت حركة “حماس” قوات الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد خروقها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر استهداف مراكز الإيواء ومخيمات النازحين في وسط مدينة غزة وخارج الخط الأصفر، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن الهجمات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، مشيراً إلى تعمد قتل أحد الصحفيين في خان يونس جنوب القطاع، معتبرا استمرار عمليات القتل ونسف المنازل وتهجير السكان وتقييد دخول المساعدات يؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حرب الإبادة رغم التغيير في الوتيرة دون تغيير في الأهداف، مجددا دعوته للوسطاء والدول الضامنة لاجتماعات شرم الشيخ إلى التحرك لوقف الخروقات وإلزام الاحتلال بما اتفق عليه من وقف تام للعدوان، فيما قالت الحركة إن قوات الإحتلال واصلت الهجمات، بما في ذلك الغارات والقصف والمدفعي وعمليات النسف في مناطق شرق القطاع.

من جانبه، دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً التزام بلاده بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، قائلا في رسالة وُجهت إلى الاحتفال الأممي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في فيينا ألقاها مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية جاس يعقوب الحمادي، إن ارتفاع وتيرة العنف والانتهاكات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية قانونية وأخلاقية للتحرك ودعم التوصل إلى تسوية سياسية إضافة إلى توفير الحماية للفلسطينيين ومقدساتهم، مؤكداً أن نجاح وقف إطلاق النار والمبادرة الأميركية المعتمدة من مجلس الأمن مسؤولية جماعية تتطلب ضمان التنفيذ.