'الجنائية الدولية' تبدأ التحقيق في ارتكاب ميليشيا 'الدعم السريع' جرائم حرب في مدينة الفاشر

الخرطوم، عواصم – وكالات: وسط تنديد دولي متواصل بالمذابح التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب السودان، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس، فتح تحقيقات بشأن الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في الفاشر، قائلة في بيان إن الجرائم في الفاشر جزء من نمط عنف أوسع شمل دارفور منذ أبريل 2023، مضيفة أن أعمال العنف في الفاشر ستشكل جرائم حرب حال ثبوتها، مؤكدة أنها تتخذ خطوات فورية لحفظ الأدلة بشأن الجرائم، داعية الأفراد والمنظمات لتقديم أي أدلة بشأن الأحداث الأخيرة في الفاشر. من جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 8600 شخص نزحوا خلال اليومين الماضيين نتيجة الأحداث العنيفة المستمرة التي تشهدها الفاشر، فيما بلغ إجمالي عدد النازحين من المدينة المنكوبة والقرى المحيطة منذ 26 أكتوبر الماضي، نحو 70900 شخص، في ظل تدهور متسارع للأوضاع الإنسانية والأمنية، وأشارت فرق التتبع الميدانية بالمنظمة إلى أن النازحين توجهوا بشكل رئيسي إلى مناطق داخل محليتي الفاشر وطويلة في شمال دارفور، وسط تحذيرات من أن انعدام الأمن على الطرق قد يعيق حركة المدنيين الفارين من القتال، وأشارت المنظمة الدولية إلى أن نحو 1200 شخص نزحوا من محليتي بارا وأم روابة في ولاية شمال كردفان خلال اليومين الماضيين، مضيفة أن النازحين توزعوا على عدد من المناطق داخل محلية شيكان بشمال كردفان، إضافة إلى محليات الدويم وتندلتي وكوستي وربك في ولاية النيل الأبيض، وجاءت هذه الموجة من النزوح بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا الستراتيجية بشمال كردفان وسط تقارير بوقوع انتهاكات واسعة بحق المدنيين في المدينة من قبل الدعم السريع.

من جهتها، أعلنت حكومة الولاية الشمالية بالسودان أنها تستعد لموجة نزوح كبيرة من الفاشر يُتوقع وصولها خلال ساعات، وأكد مفوض العون الإنساني بالولاية الشمالية وائل محمد شريف في مؤتمر صحافي بالدبة أن جميع الجهات وقفت على آخر الاستعدادات لاستقبال النازحين القادمين من الفاشر في مخيمات جديدة، مشيراً إلى بذل جهود كبيرة لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، بينما قال المدير التنفيذي لمحلية الدبة محمد صابر كشكش، إن لجنة الطوارئ بالمحلية في حالة انعقاد دائم، وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية المكلفة بالولاية الشمالية منال مكاوي أن الولاية دخلت مرحلة أخرى بنزوح أعداد كبيرة من الفاشر، لافتة إلى أن الدبة الوجهة الرئيسية للنازحين من دارفور وكردفان، موضحة أن مدينة الدبة تستضيف حتى الآن نحو أربعة آلاف نازح من دارفور وكردفان، مضيفة أن الولاية استضافت نازحين من كل أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب في 185 مركز إيواء، بينما بدأت السلطات تشييد مخيم جديد ببلدة العفاض شرق المدينة.

في غضون ذلك، وعلى وقع تهديدات ميليشيات الدعم السريع بالزحف نحو مدينة الأبيض شمال كردفان للسيطرة عليها ودعوتها للسكان لمغادرتها فورا، أكدت مصادر عسكرية سودانية أن مدينة الأبيض تم تأمينها عسكرياً من قبل الجيش، مضيفة أن القوات المسلحة سيطرت على قرى عدة في تخوم المدينة، متابعة أن الإمدادات التموينية للمدينة تتدفق بصورة طبيعية، نافية وجود حركة نزوح كبيرة من المدينة كما يروج له، كما أكدت أن الجيش والقوات المتحالفة معه تتقدم نحو مدينة بارا، الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال الأبيض، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مشددة على أن الجيش أكمل حصار بارا، كما أشارت المصادر إلى أن طائرات الجيش قصفت مواقع تمركز الدعم السريع ومخازن أسلحة في مدينة أم بادر شمال كردفان في الجهة الغربية المتاخمة لإقليم دارفور.