دعم أميركي لسورية… و'الكونغرس' يتحرك لإلغاء 'عقوبات قيصر'

نتنياهو يرفض التوقيع على الاتفاق الأمني مع دمشق

دمشق، عواصم وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وأعضاء في الكونغرس الأميركي على دعم سورية وشعبها بمناسبة الذكرى الأولى لـ”عيد التحرير” من نظام بشار الأسد.

وجدد روبيو في منشور على حسابه بمنصة شركة “إكس” الأمريكية، التأكيد على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للإدارة السورية وشعبها.

فيما أفادت أنباء بأن مجموعة من العقوبات الأميركية الصارمة التي فرضت على سورية، في عهد رئيسها السابق بشار الأسد قد يتم رفعها خلال أسابيع، بعد إدراج إلغائها في مشروع قانون شامل لسياسة الدفاع، ومن المقرر أن يُصوّت عليه الكونغرس خلال أيام.

وأدرج مجلسا الشيوخ والنواب إلغاء ما يُسمى بعقوبات “قيصر”، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها أساسية لإنعاش الاقتصاد السوري، في نسخة توافقية من قانون تفويض الدفاع الوطني، وهو مشروع قانون سنوي شامل لسياسة الدفاع كُشف عنه في وقت متأخر.

ويلغي هذا البند في مشروع قانون الدفاع، المكون من 3000 صفحة، قانون قيصر لعام 2019، ويشترط تقديم تقارير منتظمة من البيت الأبيض تُثبت أن الحكومة السورية تُحارب مُسلحي تنظيم “داعش”، وتُحافظ على حقوق الأقليات الدينية والعرقية داخل البلاد، ولا تتخذ أي إجراءات عسكرية أحادية الجانب وغير مُبررة ضد جيرانها، بما في ذلك إسرائيل.

في سياق متصل، كشفت مصادر أن الاتفاق الأمني المكتوب برعاية أميركية بين سورية وإسرائيل كان مقررا توقيعه في سبتمبر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التوقيع.

وقالت المصادر إنه بينما يسعى الحكم الجديد في سورية إلى إبرام اتفاق أمني مع إسرائيل، تنسحب بموجبه من الأراضي التي احتلتها بعد الإطاحة بالأسد، تتطلع دمشق إلى دور أميركي فاعل في ذلك، بوصف واشنطن الطرف الأكثر قدرة على إقناع إسرائيل بالتوقيع على هذا الاتفاق، بعدما رفضت ذلك.

ولفتت إلى أن “التطورات في الجنوب السوري ومحاولات إعادة الاستقرار إليه ليست معزولة عن التطورات والتحولات العميقة التي تشهدها وستشهدها البيئة الإقليمية والدولية، خصوصاً في لبنان وإيران والعراق”.

بدوره قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تركيا وشعبها سيواصلون بكل قوة دعم سوريا وأبنائها في مسيرتهم لإعادة إعمار وطنهم، جاء ذلك في كلمة، ألقاها خلال فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية الحاكم، بالعاصمة أنقرة.

وأضاف: تسعدنا رؤية الشعب السوري يكافح منذ عام لإعادة بناء بلاده رغم كل الصعوبات والدمار الذي خلفته ديكتاتورية الأسد.

في حين أعلنت وزارة الصحة السورية تسجيل حالة وفاة جراء حوادث التزاحم والتدافع، أثناء الفعاليات الاحتفالية بمناسبة “عيد التحرير”. وقالت الوزارة، في بيان صحافي إن الوفاة تعود لشاب يبلغ من العمر 17 عاماً، نتيجة لاختناق ناجم عن التدافع والازدحام، كما كان يعاني من مرض قلبي مزمن، مؤكدة أن “كافة الجهود الطبية بذلت لإنقاذه دون جدوى”.

في حين وثّق مقطع فيديو مؤثر، أول ظهور للطفل السوري عمران، بعد مرور 9 سنوات على الحادثة الشهيرة التي قصفت فيها طائرات نظام بشار الأسد منزله في حلب، ما أسفر عن وفاة شقيقه، عندما كان عمره 4 سنوات، وظهر هو مغطى بآثار الركام والدم يسيل من وجهه ويجلس وحيداً في سيارة إسعاف.

فقد اعتلى عمران المسرح في قصر المؤتمرات، متحدثاً عن الحادثة التي تعرض لها عندما كان في الرابعة من عمره، خلال حضوره فعالية ذكرى تحرير سورية، وقال: “أنا عمران… يقولون إني عشتُ القصف والحصار، لكني لا أتذكر شيئًا”.

كما أضاف: “كبرتُ وبقلبي فراغ… لا أعرف هل هو خوف أم بكاء، ما عرفت قصتي إلا من الفيديوهات، ظهرتُ حينها مغطى بالغبار، ولما جاء النصر رجع ضوء كبير لحياتي”.

بدوره، سارع الرئيس السوري أحمد الشرع للصعود إلى المسرح لاحتضان الطفل وتقبيل رأسه في مشهد أثار تفاعلا واسعاً بين رواد ونشطاء مواقع التواصل.

ميدانياً، توغل الجيش الإسرائيلي، باتجاه بلدتي “جبا” و”خان أرنبة” في ريف القنيطرة السوري جنوب غربي البلاد، وأقام حاجزا مؤقتا بينهما.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا): “توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، باتجاه بلدتي جبا وخان أرنبة في ريف القنيطرة”.

وأشارت أن “قوة للاحتلال مؤلفة من سيارتين عسكريتين إحداهما مصفحة والأخرى من نوع همر توغلت من نقطة العدنانية”.

وبينت أنها “قامت بنصب حاجز مؤقت على الطريق الواصل بين بلدتي جبا وخان أرنبة على أوتستراد (الطريق السريع) السلام في ريف القنيطرة دون إجراء عمليات تفتيش للمارة”.

ولم يصدر تعليق فوري من دمشق حول هذا التوغل الحدودي الذي يأتي في إطار استمرار تل أبيب تعديها على السيادة السورية.