ترامب: أنا على وفاق مع الشرع وسنعمل لتصبح سورية دولة ناجحة

استقبل الرئيس السوري في البيت الأبيض

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه “على وفاق” مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مبيناً أن واشنطن ستفعل كل ما بوسعها لجعل سورية ناجحة.

وقال ترامب للصحافيين عقب لقائه مع الشرع: “نحن نتوقع إعلاناً عن اتفاق بين سورية وإسرائيل، ونريد أن تصبح سورية دولة ناجحة، وأعتقد أن هذا القائد قادر على ذلك، حقا أعتقد أنه يستطيع فعل ذلك”.

وأضاف: “علينا أن نجعل سورية تنجح، فهي جزء كبير من الشرق الأوسط، وأقول لكم بصراحة إن الأمور تسير بشكل جيد جداً، ونعمل أيضاً مع إسرائيل على التفاهم مع سورية ومع الجميع، وهذا يحقق نتائج مذهلة”، متابعاً “أنهيت 8 حروب وقريباً سننهي الحرب التاسعة”.

وكانت الديبلوماسية السورية، شهدت الاثنين، لحظة تاريخية تمثلت في لقاء الرئيس الشرع مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سورية عام 1946، وذلك بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة شطب الشرع من قوائم الإرهاب.

وقالت شبكة “سي إن إن” إن اللقاء، الذي جرى في المكتب البيضاوي واستمر ساعة و36 دقيقة، جاء تتويجاً لتحولٍ كبير في العلاقات بين البلدين، وللمسار السياسي الجديد الذي تسلكه دمشق على الساحة الدولية. وأكدت مصادر أميركية أن الاجتماع كان مغلقاً أمام الصحافة، فيما دخل الرئيس السوري إلى البيت الأبيض من مدخل جانبي بعيداً عن عدسات المصورين.

وبحث الرئيسان خلال المحادثات ملفات عدة، أبرزها رفع العقوبات المفروضة على سورية، ولا سيما قانون “قيصر”، وجهود مكافحة الإرهاب، وإمكانية انضمام سورية إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.

ونقلت قناة “فوكس نيوز” عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله إن ترامب أوضح أن “إلغاء العقوبات يتعلق بمنح سورية فرصة للعظمة”، مضيفاً أن “تحولها من تبعية إيران إلى دولة تتعاون في مكافحة الإرهاب يُعد تحولاً ضخماً”.

من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليق فرض عقوبات “قانون قيصر” جزئياً لمدة 180 يوماً، مع استثناء المعاملات التي تشمل روسيا وإيران. كما سمحت وزارة الخزانة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية بنقل معظم السلع الأميركية المنشأ للاستخدام المدني إلى سوري دون الحاجة إلى تراخيص مسبقة.

من جهتها، أفادت الرئاسة السورية بأن اللقاء بين الرئيسين سادته أجواء ودية وبنّاءة، وتم خلاله التأكيد على الرغبة المشتركة في بناء صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما أبدى ترامب إعجابه بالقيادة السورية الجديدة وبجهودها في استعادة الاستقرار، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لمسيرة التنمية في سورية.

وعُقد اجتماع عمل لاحق ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيريه الأميركي ماركو روبيو والتركي هاكان فيدان، جرى خلاله بحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك دمج “قوات سورية الديمقراطية” ضمن صفوف الجيش السوري، ودعم التوصل إلى اتفاق أمني بين سورية وإسرائيل لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

كما التقى الشرع، قبل لقائه ترامب، برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي براين ماست، حيث تمت مناقشة العقوبات المفروضة على دمشق وسبل تخفيفها. وأعرب ماست عن تفهمه لتداعيات العقوبات على حياة السوريين، مشيراً إلى أن “الوقت حان لإعادة النظر في مقاربة واشنطن تجاه الملف السوري”.

وفي ختام زيارته إلى واشنطن، اجتمع الرئيس السوري مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، وبحث معها أوجه التعاون المحتملة لتعزيز التنمية الاقتصادية في سورية.

وتأتي هذه الزيارة بعد عام تقريباً على تولي أحمد الشرع الحكم في سورية، في تحول سياسي لافت أعقب سقوط النظام السابق، وبداية مرحلة جديدة من الانفتاح الديبلوماسي السوري على العالم.