بن فرحان يشدد على هدنة لبنان والإصلاحات… وإسرائيل تماطل للبقاء

الرئيس اللبناني جوزاف عون لدى استقباله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان

بيروت، واشنطن، عواصم – وكالات: في زيارة هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ 15 عاما، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في بيروت أمس، على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي والالتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق الإصلاحات، قائلا بعد لقائه رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون إن السعودية تقف مع لبنان وشعبه وتنظر بتفاؤل للوضع في لبنان، مشددا على مواصلة المملكة الوقوف بجانب لبنان، ومؤكدا على أهمية الإصلاحات، موضحا أن تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم في لبنان، وقال “بحثت مع الرئيس اللبناني أهمية الالتزام باتفاق وقف النار”، مؤكدا على ثقة المملكة بقدرة الرئيس عون ورئيس وزرائه الجديد تميم سلام على تحقيق الاستقرار.

في غضون ذلك، وفيما تنتهي مهلة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في غضون ساعات، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ الانسحاب من حدود لبنان وتريد الانتهاء منه بحلول بعد غد الأحد وفقًا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليها، بينما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، أن عملياته بجنوب لبنان تتم وفقا للتفاهمات مع الحفاظ على شروط وقف النار.

وكشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل وبالتزامن مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التي كان من المقرر أن تنسحب خلالها قواتها من جميع القرى والبلدات والمواقع الحدودية، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار الذي وقع في أواخر نوفمبر الماضي، تبحث إمكانية البقاء بمواقع محددة في جنوب لبنان، وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو توجهت بطلب لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن إمكانية بقاء الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع جنوب لبنان، فيما تطرح تساؤلات عن إمكانية اشتعال الحرب مجددا والسيناريوهات المتوقعة في حال عدم انسحاب القوات الإسرائيلية.

يأتي هذا في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن إفادات للجيش الإسرائيلي تؤكد أنه لن يكمل انسحابه من جنوب لبنان خلال المهلة المحددة وبدل أن ينسحب، عزز الجيش الإسرائيلي انتشاره في خمس مناطق جنوب لبنان، هي منطقة العرقوب في القطاع الشرقي، كما تمركزت آليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا، بينما قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ إن تل أبيب وواشنطن تجريان محادثات بشأن الانسحاب الإسرائيلي، معربا عن الاعتقاد أن إسرائيل ستتوصل إلى تفاهم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، دون أن يتطرق لمزيد من التفاصيل.

في غضون ذلك، أعلن المدير الإقليمي للبنك الدولي لإدارة الشرق الأوسط جان كريستوف كاريه عزم البنك التحضير لمؤتمر إعادة الإعمار في لبنان، وقالت الرئاسة اللبنانية إن كاريه أطلع الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال لقائه في بيروت على خطط البنك الدولي في التحضير للمؤتمر، استنادا الى الخسائر التي لحقت بالقطاعات كافة جراء الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، مضيفة أن كاريه بحث مع الرئيس عون موضوع كلفة إعمار ما هدمته الحرب بالإضافة إلى الكلفة الاقتصادية وفقا للإحصاءات التي توافرت لدى البنك الدولي، وأكد مسؤول البنك الدولي ضرورة تحريك القروض التي جمدت في مجالات عدة نتيجة الظروف السابقة لا سيما تلك المتصلة بالبنى التحتية، بينما أعرب الرئيس اللبناني عن الشكر إزاء الاستعداد الذي أبداه البنك الدولي لمساعدة بلاده في المرحلة المقبلة.