طوفان… العودة!

شارع الرشيد الساحلي يشهد طوفاناً بشرياً غير مسبوق للعائدين إلى شمال غزة سيراً على الأقدام بعد نحو 15 شهراً من النزوح القسري خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع (أب)

الغزويون أحبطوا دعوة ترامب وداسوا خطته للتهجير بزحفهم نحو الشمال سيراً على الأقدام بسلاسل بشرية غير مسبوقة

غزة، عواصم – وكالات: بطوفان بشري غير مسبوق، جاء رد الفلسطينيين القاسي أمس، على الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، بتهجير نحو مليون ونصف المليون من قطاع غزة، حيث زحف عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة المدمر منذ ساعات الصباح الأولى، عبر شارع الرشيد الساحلي الذي شهد طوفانا بشريا غير مسبوق، سيرا على الأقدام بعد نحو 15 شهرا من النزوح القسري خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة، في مشهد أثار الشارع الإسرائيلي وأربك خطط الساسة.

وأعلنت وزارة الداخلية بغزة في بيان فتح شارع الرشيد الساحلي في الساعة السابعة صباحا لعبور المشاة فقط بالاتجاهين دون السماح لأي مركبة مهما كان نوعها أو شكلها من المرور من خلاله، وفقا للاتفاق بين حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، قائلة إنه بخصوص المركبات بمختلف أنواعها سيتم فتح شارع صلاح الدين أمامها في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال عند الساعة التاسعة صباحا، مشيرة إلى أن جميع المركبات ستخضع للفحص من خلال المرور عبر أجهزة الفحص.

وسبق إعلان وزارة الداخلية بغزة، إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري السماح بعودة النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية، بعد التوصل إلى تفاهم مع “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، يقضي بأن تقوم “حماس” بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم، وتسليم ثلاثة رهائن إضافيين يوم السبت وتقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، فيما ستسلم سلطات الاحتلال في المقابل قائمة بأسماء 400 شخص ممن تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023 كل يوم أحد في المرحلة الأولى.

وفيما جاءت عودة النازحين الفلسطينيين إلى مدينة غزة بعد يومين من انتظارهم على محور نيتساريم الساحلي، وعرقلة قوات الاحتلال الاسرائيلي دخولهم ورفضها الانسحاب قبل إطلاق الرهينة أربيل يهود وهي إسرائيلية تحمل الجنسية الألمانية، شرع الفلسطينيون فور وصولهم بانتشال جثامين الشهداء من بين أطلال الركام وتفقد احتياجاتهم ومنازلهم والتقاء عائلاتهم الذين غابوا عنهم نحو 15 شهرا.

من جانبها، أعلنت “حماس” أنها سلمت الوسطاء المعلومات المطلوبة بخصوص قائمة الرهائن الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها قدمت للوسطاء ليل أول من أمس، تفاصيل دقيقة حول قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وفقا لما نص عليه الاتفاق بين الطرفين، بينما قال مصدر قيادي في كتائب القسام إن زيادة أعداد الأسرى الإسرائيليين في عملية التسليم المقررة هذا الأسبوع جاءت بمبادرة من الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن عدد الأسرى الأحياء كان أكبر من المتوقع ويكفي لتبادل أكثر من المرحلة الأولى كلها، مؤكدا أن المبادرة تهدف لزيادة فرحة الشعب الفلسطيني وعدم حصر العدد المتبقي للتبادل في الأسبوع الأخير كما ينص الاتفاق، مشددا على أن الزيادة في عدد الأسرى المفرج عنهم جاءت في وقت شهد فيه قطاع غزة أزمة عودة النازحين، لتكون حلا لهذه الأزمة.

في المقابل، أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إطلاق سراح الرهائن سيجري الخميس.