المغرب: إرادتنا راسخة وعزمنا قوي على تعزيز الشراكة مع دول الخليج

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة متوسطاً إخوانه وزراء خارجية الخليج خلال الاجتماع المشترك بين بلاده ومجلس التعاون بمكة المكرمة (قنا)

بوريطة: تشجيع المستثمرين لنسج علاقات قوية… والبديوي: الرباط شريكٌ مرجعي وقطبٌ للاستقرار

مكة المكرمة، الرباط، عواصم – وكالات: أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عزم بلاده على تعزيز الشراكة الستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشددا خلال الاجتماع السابع المشترك بين بلاده ومجلس التعاون الخليجي بمكة المكرمة على العزم القوي والإرادة الراسخة للمغرب في مواصلة تعزيز مسار الشراكة الستراتيجية المثمرة، وتطلعه إلى مضاعفة الجهود، بمعية أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي العربية، بهدف إعطائها الزخم المنشود والإضافة النوعية.

وقال الوزير المغربي إن المنافع التي نريد تحقيقها جميعاً من خلال شراكتنا الستراتيجية تدعونا أن نفكر في تعزيز إطارها المؤسساتي وتطويره بما يخدم مصالح الجميع، معربا عن ارتياحه للمراحل المهمة التي قطعتها الشراكة المثمرة بين الطرفين بأبعادها الستراتيجية والسياسية والتنموية والاقتصادية والإنسانية والثقافية، لافتا إلى أن التقييم الإيجابي لمسار الشراكة الستراتيجية هو ما دفع إلى تجديد خطة العمل المشتركة لفترة أخرى لغاية 2030، مؤكدا ضرورة التركيز على تبادل المنافع الاقتصادية حتى تكون أكثر رسوخاً وتجذراً، وتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين لنسج علاقات قوية في ما بينهم، من خلال إنشاء إطار مؤسساتي واستكشاف فرص استثمارية مربحة تعزز التنمية وخلق فرص العمل.

وقال إن العلاقة الإيجابية بين المغرب ودول مجلس التعاون حافز للبحث عن سبل تطوير للشراكة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، معتبرا أن الشراكة الستراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون يجب أن تقوم ايضا على تبادل المنافع الاقتصادية لتكن أكثر رسوخا، داعيا إلى أهمية نسج علاقات قوية بين المستثمرين من الجانبين واستكشاف فرص استثمارية، موضحا أن المغرب باحتضانه لبطولات رياضية مهمة مثل كأس العالم 2030 يزخر بفرص استثمارية واعدة وتوفر مجال للشراكات الخليجية، مضيفا أن المغرب يشكل بوابة دول الخليج نحو القارة الأفريقية، موضحا ان المنافع التي ستتحقق من خلال الشراكة الستراتيجية بين الجانبين لابد من تعزيزها بإطار مؤسساتي، مقترحا أفكارا تحقق ذلك منها اعتماد القمة المغربية الخليجية كآلية للشراكة والتوجيه، معتبرا أن تبعات الحرب المدمرة على غزة لا يجب ان تبعدنا عن السلام كأفق قابل للتحقيق داعيا إلى تكاتف الجهود للحفاظ على حل الدولتين.

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والمغرب، خطوة مهمة لمواصلة تدعيم أسس الشراكة الستراتيجية نحو إطار نموذجي وتكاملي متعدد الأبعاد حتى يعكس في مضمونه عمق وقوة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بينهما، قائلا خلال الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والمغرب في مكة المكرمة برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا وحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن اللقاء يأتي في إطار الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون والمغرب لتعزيز العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين الجانبين ودعم أطر الشراكة الستراتيجية القائمة بينهما وتطويرها في مختلف المجالات.

وأوضح ان المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الـ 45 في ديسمبر الماضي أكد أهمية الشراكة الستراتيجية بين الجانبين وتنفيذ خطة العمل المشترك وعلى مواقفه وقراراته الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء والحفاظ على أمن واستقرار المغرب ووحدة أراضيه، مشيدا بقرار مجلس الأمن 2756 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر الماضي بشأن الصحراء المغربية، وثمن الإصلاحات التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي جعلت المغرب شريكا مرجعيا وذو مصداقية وقطبا للاستقرار في المنطقة.

وأشاد في السياق ذاته بالمبادرات الملكية المتعددة التي أطلقتها المغرب وعلى رأسها المبادرة الملكية الهادفة إلى تمكين دول الساحل من ولوج الأطلسي ومسلسل الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي بالإضافة إلى مشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا – المغرب، وأعرب عن التمنيات للمغرب بالتوفيق في ترشيحها لعضوية مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة لفترة 2028-2029، كما أعرب عن سعادته بما تم تحقيقه من تقدم في مسار تنظيم المنتدى الاستثماري الخليجي – المغربي خلال العام الحالي والذي يعمل على تنظيمه كل من اتحاد الغرف الخليجية مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب وبمشاركة رفيعة المستوى من قبل القطاع الخاص في الدول الخليجية متمنيا أن يسهم هذا المنتدى في الدفع بالعلاقات التجارية والاستثمارية إلى آفاق أرحب وأوسع، وأكد الأهمية التي يوليها الحوار الستراتيجي والشراكة الستراتيجية بين مجلس التعاون والمغرب متطلعا إلى تعزيز العلاقات وتطويرها في شتى المجالات.